الخميس، ٤ كانون الأول ٢٠٠٨

مستلقية على جنبها مثل موجة في لحظة ارتقاء
عريها طبيعة الرجل وماء الإمرأة
عريها جلد يخرج من تحت جلدها ليصبح الهواء من حولي
ليشقّ البحر،
عريها ذوبان الثلج ببطء،
رعشة، صرخة، نشوة في جدار السماء
نجمة يغصّ نورها لتتفجّر شمساً في فمي قبل أن تنطفئ.

الثلاثاء، ٢ كانون الأول ٢٠٠٨

لا تذهب، خذ معك جسداً تفتت
خذ زهر حديقتنا
ارسم له صيفاً آخر
ارسل شوارعك ناحية القلب عندما تضيع عناوينك .
استبِق ضجراً يجرّد الأحاسيس من ألوانها، فهنا تذبُل وتُنسى في إنائك
وتختفي الأجنحة الزرقاء، وتستيقظ الأميرة النائمة قبل وصولك.

لا تذهب، خذ معك فنجان القهوة، الفنجان "الشفة"
خذ طاولة المطبخ واسأل أمّك عن زيتون الموسم الجديد:
" هل ما زال حدّاً؟ هل ما زال ينتظر؟ "
اترك وجهك المتعب في المرآة، اترك صلاتك على فلتر سيكارة
امشِ وحولك ما تريد، كيس كلل، فردة حلق، أبيض من بشرتها، رعشة برد قبل المرض.

لا تذهب، خذ معك قصائد لا قيمة لها،
خذ ولداً يركض خلف ظلّه، خذ سيفاً من دفاتر العرب وافتح في السماء كوّة صغيرة ليتبدّل الهواء.
دندن أغانٍ يحبّها الحب،
دندن أغانٍ تحبّها أنت،
دندن أغانٍ تأخذها معك.

لا تذهب،
خذ هروبك الدائم معك،
غبارك، وليمتك، حبيبتك،
ولا تترك أثراً لمرورك، حركتك البطيئة
إيقاعك البطيء
كلل يديك بالغار واقتحم أبواب الجنّة
أرفسها وادخل، لا تستأذن حامل المفاتيح، لا تستأذن أحداً.

لا تذهب، خذ معك وجعاً، علّقه كمعطف عندما تصل،
ألقِ سلاماً بارداً في بيت النار
وراقب أبا النواس يكسّر الأنوار في كؤوس النبيذ، ولا تخف فالأرض تنتهي خلف أسوار سجنك.

لا تذهب، خذ معك عاصفة تتكسّر خلف الباب،
خذ معك كمشة حزن، ضعها في جيبك، ولا تذرف دمعة واحدة قبل أن تصل إلى سريرك.
تذكّر كيف كنت تركع في هذا السرير لتلقي سلام على مريم، لترسل لها قبلة قبل أن تنام،
تذكّر أنّك كنت تنام، ضع وجهك تحت المخدّة وتذكّر الدفء، تذكّر وأنت ذاهب صابون الحلاقة على شاربي والدك، جريدة الصباح،"عروسة" الزعتر، رائحة الملعب،
تذكّر لتبتسم أو لتدمع لا فرق ما دمت تنسى فالطفولة أصبحت لعنة الذاهبين.

لا تذهب، خذ معك أنفاسك المتقطعة،
خذ رمل المكان وانثره مثل سحرٍ على وجوه الغائبين
قبّل يديها وأنت تشمّها ملء الهواء، قبّل يديها لترسم لك شفتيك، قبّلها.

في إحدى الزوايا المظلمة رجل يبحث عن جانحيه، امرأة تداوي جرحها بالبكاء.
في إحدى الزوايا المظلمة رجل يسقط من جنّته مراراً، امرأة تروي ذاكرتها بالبكاء.
في إحدى الزوايا المظلمة تنمو الكلمات مالحة.




يجتاحني جسدك
يلتصق بي، يصنع مني فكرة،
يأخذني جسداً ويرميني نشوة

يجتاحني جسدك بالدفء، بشفة أعضّ عليها، يجتاحني بالرؤى

يتكرر الجنس كالكلام، كطعم الندى، كقهوة الصباح

يجتاحني جسدك بالشهوة، الشهوة المتصاعدة إلى حدّ الاختناق،
لألمس نهديك بفمي
لألمس فمك بطرف أصابعي
لألمس يدك بوجهي.

يجتاحني جسدك مثل هذيان، يجتاحني مثل بداية الخلق
يجتاحني جسدك بقداسة الجنس الذي يولّده.