الأحد، ٢٨ أيلول ٢٠٠٨

الموج

تكسّر أمام نفسك،

تكسّر كبداية الخلق

ولا تعد ذكر الأسماء المنسية،


ولا تذرف الدموع كأنّها مقدسة،


كأنّها كاملة،


وارتفع،


ارتفع أكثر


ارتفع كغضب والتقط حبال السماء


وشدّها نزولاً كي تقرع الأجراس


كي تقرع طبول الفرح،



وارتفع.


وتعملَق،


تعملق بقلقٍ يسكن رأسك


تعملق وامسك الريح من عنقها


واخنقها برائحة الأرق في أنفاسك،

وتعملق.


وتفجّر،


تفجّر كبكاء بعد الهجر،


وارجم طفولتك بالحجارة،

وكسّر نوافذ الذاكرة ليتوقف هذيانك،



وتفجّر بشياطين غموضك،

تفجّر،

وابتلع،

ابتلع مرارة الأسود تحت عينيها

ابتلع شفرة أولى خطاياك

ولاتذبح نفسك قبل أن يستيقظ جنونك كاملاً،

جنونك صراخ العاهرات في ضوء النهار

جنونك عينيك،

جنونك يديك،

جنونك آخر الأزرق وأوّل الأسود

وابتلع جنون حزنك،

ابتلع،

وتوقف،

توقف قبل أن تدرك أنّ رائحة عطرها على يديك هي نفسها رائحة جثتك

توقف في ذروة الحركة،

في تطاير الرذاذ

في التحام السماء بمرآتها

ولا تسلم الروح

بل خذني كوجع آخر تحمله في أبيضك

وتكسّر.

الجمعة، ٢٦ أيلول ٢٠٠٨

على رصيف المقهى الميّت -(محاولة رقم 2)

وصل الشتاء يا قلبي الحزين،

وصل الشتاء،



فلا تخف من تفتح الذاكرة



لا تخف من غيمة تحمل أسباب وجودك،



ولا تكن غيمةً

كن ماءً



كن كلاماً يعيده الشتاء كلّ ما وصل الى رصيف المقهى الميّت،



ولا تخف.



وصل الشتاء يا قلبي الحزين

وصل الشتاء،



أحلامك تطفو كأسماك نافقة على وجه البحر



أصدقاؤك الحالمون أيضاً ماتوا، ابتلعتهم أنوار مدن أخرى



وأنت ما زلت تبصق الرمل على رصيف المقهى الميّت،



فلا تكن رصيفاً،

كن وحلاً

كن كلاماً تعيده خطى المارة المسرعة كلّ ما وصل الشتاء فجأة.


وصل شتاء حزين،

لا تمتلأ غضباً،

أبوابك تشلّعها رياح المخيّلة

الوجه في الزاوية قرب النار

النار تتنفس وتبتلع يدك،

فلا تدع الفراشة تهرب من موتها،

ولا تكن قدراً،

كن ألوانها على أصابعك، وكن كلامها كلّما وصل الشتاء مبكراً.


وصل شتاء،

وصل حاملاً سريرك

وأكفان بيضاء كثيرة،

وصل ليجلس قربك، ليراقب حركاتك اللاارادية، ليرى شهقة البكاء

وصل شتاء يا قلبي الحزين،

وصل ليستلهم منك مطره،

وصل ليبحث عن مفرداته،

فلا تكن غربة،

ولا تكن نقمة،

ولا تكن وجعاً،

كن رسالة يحملها الشتاء الى سكارى رصيف المقهى الميّت،


وصل هذا الشتاء،

أعطه خبزاً وزيتاً

أعطه زبيباً و تيناً مطبوخاً

ولا تبحث عن وجوه أعدائك

ولا تلاحق قصصاً بالية،

ولا تسأل ماذا حصل

بل تفتّح كسكين يغرس في صدرك

وابتسم

لا للألم بل لخروج الماء والدم

ولا تكن وجهك

كن وصول الشتاء بهمس، بخجل، بخفة على رصيف المقهى الميّت.

كن وصول الشتاء.


الثلاثاء، ٢٣ أيلول ٢٠٠٨

على رصيف المقهى الميّت

وصل الشتاء يا قلبي الحزين،

وصلت مرآة نفسك الرمادية فلا تهرب من وجعك، لا تهرب من تفتح الجرح

رائحة التراب تبعث الذاكرة الى حاضر يرتفع كشهقة

وتجتاح صورة المقهى الميّت كلّ سيارات الأجرة والفناجين والكؤوس



الفتاة الفرنسية مازالت تنتظرني حاملة بطاقتي مسرح

صديقي يرسم وجهي بالـPastel،

ينثر الغبار مجرّة،

ينثرها قصيدة خجولة مثل أحلامنا المتمردة نكتبها سوّياً على رصيف المقهى الميّت.



على الحافة نسيت وجهي حين قالت: أراك المكان وأرى في فمك قمر.

كانت سمائي أوسع، كان لي سماء


وصل الشتاء يا قلبي الحزين،

فلا تخف من دموع تغسل حاضرك

الفتاة قرب النهر تغمض عينيها الدامعتين،

بيروتك تشقّ السماء،

بيروتك تفتح يدها لتلتقط قطرات المطر.

وصل الشتاء،

كانت ترتجف في الزاوية،

كانت تحمل في يدها شتاء وتخاف عليه أن يهرب، كانت تلاعب الولد السوداني مثل غيمة،

كان الـPastel يتناثر مثل مجرّة،

كان الشتاء يصل أولاً على رصيف المقهى الميّت.



الثلاثاء، ١٦ أيلول ٢٠٠٨

المهرّج

ألوان أمسحها كدمعة بعرض ابتسامة،
ألوان وألوان

في جسدي بقايا رجل: ركام وغصة تقاتل السكر
في جسدي ألوان وألوان

"أنا المهرّج دعيني أنتظر تحت شرفتك لتعودي من الغابة
أنا المهرّج دعيني أبتسم ابتسامتي البلهاء ليسيل لعابي على مقبرة أحلامي، على أسناني الصفراء، على رائحة الويسكي التي تكرهين،على فلانية وفلان
فأنا المهرج وما الفرق بين ألوان وألوان..." صاح المهرّج.

بهستيرية كان يكرر لنفسه كلّ ما قالت له عن نفسه، يكرر ثم يعود وينكر ثم يؤكد وينسى ويروح ويجيء ويبرد ويصرخ...لا ليس للمهرج جرح في الذاكرة، لا ليس للمهرج ذاكرة.

اعطني حزنكِ لأصلبه على أعلى برج في المدينة، علّ بسمتي تسقط في بؤرة الألوان الآسنة، وتنتهي معجزة المهرّج الملعون.سينظر الحزن من على صليبه الى جبل آخر ويرى كلّ الأنبياء الذين سبقوه الى وجهك.

تريدين أن تضحكي: خذي هذه قدمي وهاتان شفتّي...قبليّهما جيّداً واركليني بنفسي.

أنا العاهرة، قالت العاهرة للمهرّج، وأنت من تكون؟
قال أنا عاهرة وجعي وقهقه ببلاهة ووجع.

الخميس، ١١ أيلول ٢٠٠٨

وجوه ليست كوجهك

وجوه قاتمة من كثرة الشهوة

وجوه دافئة من كثرة الوجع

وجوه فارغة من كثرة السكر

وجوه تائهة من كثرة الأحلام

وجوه هائمة من كثرة الموت

وجوه ساحرة من كثرة الحزن

وجوه غافية من كثرة الأرق

وجوه منتشية من كثرة النفاق

وجوه شاحبة من كثرة الوهم

وجوه غامضة من كثرة الوضوح

وجوه بلاستيكية من كثرة الجفاف

وجوه متشابهة

وجوه ليست كوجهكِ

وجوه لا يلفّها غيم،

وجوه لا تصنع مطراً دافئاً

وجوه لاتصنع راحة يدي

وجوه لا تفتح جرحي لأرى وجهك

وجوه لا ينمو فيها الحزن

وجوه متشابهة

وجوه ليست كوجهكِ.

الثلاثاء، ٩ أيلول ٢٠٠٨

الغابة

تتعرّى الأشجار قرب النهر بخجلٍ
تتعرّى الأشجار
قرب النهر الحزين
قرب عينيك يا حبيبتي
يا حبّة البَرَد
يا طعم الشتاء

يتماسك الصمت كي لا يفلت من فمه بعض الكلام
يتماسك الصمت،
يتلحّف برائحة التراب،
يتلحّف بماء يمسّ كجنون أطراف قدميك،
يتماسك الصمت كي لا يقول لك حبيبتي


ترسم الجنّيات ليلاً للقمرمساره:
اذهب وامتلأ من أجنحة فراشة
واسكر من مرارة حزنها،
اذهب كما أنت اليها،
اذهب وعد كما كنت قبلها، قمراً يكتمل.

الجمعة، ٥ أيلول ٢٠٠٨

لا حاجة لإثبات شيء

لا حاجة لإثبات شيء

فالعاهرات عاهرات

والمدينة مدينة

والسماء زرقاء

والشمس كتلة غازات مشتعلة


وأنت لن تعودي.

الثلاثاء، ٢ أيلول ٢٠٠٨

لم يكن لها عطر، كانت قد نسيت رائحتها على مخدّة رجل آخر.

أليل في فمي أم علبة قدر؟

وَجَدتُها تجدني.
وجدت يدها في يدي.
وجدت نفسي خارجاً من ظلمة ليلٍ في فمي، وكنت أضحك.

الاثنين، ١ أيلول ٢٠٠٨

الأيقونة

الايقونة عند يدي تزهر براعم رمان وتنتقي الريح مني ما تشاء لتجعل مرور السحابة الجريحة ارّق مثل هطول المطر ليلة كانت كل المدينة غافية .
قليل من الزمن الاخير يجتاحني ويولد عند اطرافي اسبابا ً كثيرة للغرق في متاهة حائط الورق البدائي .

لا شيء مثل عتبات المنازل القديمة يحفظ الحكايات التي رحلت الا موت يراقب تفاصيل رعشة جنسية .
ولا فرق بين الالهة ،
ولا جسد يمتلكه النضوج مثل تين ايلول ،
ولا حديث يواكب حديثا ً عند مفترق الصدى .

على جبلي كان طائر كبير يرمي ظله ، ويرسم الفراغ دوائر كثيرة وكان العرب يتخيّلون رموزا ً للارقام .

على جبلي كان مزارعو التبغ يجففون اوراقهم ويكتبون عليها برائحة الصندل روايات كثيرة عن اشكال الغيم .
على جبلي كان المسيح ينظر بحزن من على صليبه الى كل ما رحل منه، وكانت طعنة في الخاصرة تعيد جدولة مواعيد القدر .
وكانت امي طفلة تنتظر بزوغ الفجر على المرجة الخضراء .

الضوء ينفجر في كل قنينة اخيرة ،
وتسكت كل الاطياف في جسدي لتعيد الموسيقى صوب نجمة تمرّدت على نورها لتختصر مسافة الابدية .
ولا اجد قربي سوى طيف يفرط الجوز بعصى مكسورة .
زمن يجترّ اطرافه ويشرب كثيرا ً ولا ينسى وجعه .
تعبق في كل التاريخ رائحة جثث تحنّطها الذاكرة والدم الناشف ما زال على ثوبي وما زالت ابجديتي تحاول صياغة دقائق الصمت .



سأشرب كأس فتاة الهوى التي رسمت على ظهري فراشة وسأطلق سراح الفراشة .

كل ثانية تسقط عن الليل قناعا ً آخر والرماد يتحول ربيعا ً في جفاف شراييني ، غبار لابدية زرقاء وجسد يعشق النور،
ستحملنا الاوهام مرّة اخرى مثل ما حملت البحر صوب القصيدة وسأعيد تلحين حقيقي علّني احيا .

على جبلي كان ظلّ وحيد يفترش احدى زوايا النور الكثيرة .
وكان العرب يرسمون في الغيم اشرعة العودة من اندلس اخير
على جبلي كان المسيح قد رحل كاملا ً .
وكان الفجر يعود في حضن امّي .
حين ترحلين,
خذي معك باقة الورد,
تدثري جيِّداً فلا يفاجئك الصقيع,
ولا تنسي تذكرة السفر صوب نفسك...
كلفتنا حياة تذكرة السفر.

خذي عريك عن فمي
و أشكال الغيم من جسدينا.

خذي الجنس كاملاً
....سينحت بيَّ الشتاء رؤىً تحوِّل النساء إلى رؤى.

حين ترحلين,
ضمّي باقة الورد جيِّداً,
و اتركي أيامنا حيث هي تعيد نفسها لنفسها.

خذي إن أردت حياتي...
تبقى لي كثيرٌ من أحاديثك لأحياها.
و لا تأخذي قصائدي
دعيها تتفتت في جدران الزمن لتعودي.

خذي الرماد معك
تنثرينني إن شئت فوق البحر,
ترددين لحن الفراق حتى النسيان.


خذي فصولي
يلزمك في الطريق ربيع يسقط فيه المطر,
واصنعي من الباقي عصفوراً يتوه فوق الصلاة
أو روحاً تحمل أحلامك مثل النور في الموسيقى.

حين ترحلين,
أسرعي فلا تذبل وردة في الباقة,
أسرعي,
اتركي لي القصَّة لأروي فيء السنديانة
اتركي لي المسافة بين توأمي الشتاء لأصلّي
اتركي لي بعض دمي لأرسم وجهي,
لأرسمك ترحلين.


خذي الدفء مراراً, النشوة التي استفاقت في كلِّ يدي.
خذي أسراري و ركبيها رجلاً مبعثراً بين أسوار الحنين و بين غدٍ يموت حين تغمضين عينيك و يحيا حين تأخذينه و انت ترحلين.

قصيدتي الباكية

هي للقمر،
من زمن طارت بي اشعلت ليلا ً .
ذرفتها كدمعة مرّة كاملة
هي للقمر قصيدتي الباكية .

الشتــاء ،
ربما لا تسعمه
ربما لا يسمعها
يدندن اغنيتها في وسط الحديقة
يرسم الخريف بلون واحد
ربما لا تسمعه
هكذا، بهدوء تهمس همسا ً
قصيدتي الباكية

تنظر في وسطه عاريا ً كالثلج
خائفا ً ،
يرتعش على دفاتر المطر
ثم كأنها لم تكن
تهبّ مع رطوبة الحنين
طعنة واحدة في الخاصرة
تكفي لنزول الثلج

قالت لي عني : " هكذا سقط ملاك آخر "
كما اردت ان اولد مرة اخرى
لاعيد خطيئتي
لاعيد الندم
ولكي احيا كل ما حييت
ولانسى التفاصيل كما نسيتها
مرّة اخرى جلست وقرأت صورا ً تنطلق مسرعة :
" انامل على الفم
الشهقة والسحر
وموت الالحان
اللحظة والرقصة
والنوم الهنيء
الفرحة والضحكة
والرحيل ".

المساء ،
يلازمني ضوء خافت يبكي لقصيدتي
يمرّ السحر بجانبي ولا يلقي التحية
يمرّ زمن قبل ان احيا في جسدي نفسه
حياة جديدة .

المطر يهطل بغزارة
وكل ما اراه يغتسل او يبكي
ربما يهمس للغيم رؤى راودته
ربما يسرد كلّ ما رأيت .

هي للقمر ولي طرق في كل شتاء
ولي حافة فوق كل مدينة
وقنينة في كل حانة
واغنية في كل قصيدة
ولي دمعة واحدة
دمعة دون ان انظر
دون ان ارى

سلام

سلامٌ

سلامٌ
يرّف النور صداه
و يرسلني فيك ِ باقة أقحوان

سلام
يولد قطرة نار في كفِّ عشتروت
على ضفَّةِ البكاء

سلام
هذا السيف الغائب
هذا عمر فراشة

سلام
هذا الهٌ طائش
هذا انفصال جسدينا

سلام
في كمشة السلام هذه
رعشة و صعتر برّي و رائحة فرج

سلام
القمر كفني
غلال السهل و نهداك

سلام
كثير من الجنس المعاد
والصياغة متأخرة

سلام
دعي دمي يجفُّ
قبل أن تعجني التراب

سلام
المتنبي يناجي قصيدة
فرَّت في قطار سريع

سلام
أبعد مدينة إلى نفسي
نصفها صلاة و نصفها متعثِّر

سلام
عليكِ السلام.
السيد يقف حيث ما يريد
يتظلل بأغصان الزيتون المثقلة
لا يأسف على ما رحل منه
لانه اكتسب نقصانا ً ينقصه

على غيمة مات القمر من الم في نوره


الشمس تشرق من مكان واحد
لكن النور يهدد كل الزوايا


حقيبتي حزمتها كي لا تبكي دفاتري

شرد خط النور في نفس بطول كلمة .

كلام سهل 4

سأعلّق صباحي قرب شفرة الحلاقة,
ليشرب النوم قليلاً من قليل موتي

سهواً 6

لم ترَ ملاكاً فقط كلاب تتناهش بقايا دائرة الطبشور حيث رسمت جسدها

سهواً 5

غسلت دموعها بشتاء قليل ورمت في البحر جثة تشبه جسدي

سهواً 4

ظنّت أن الشعر يُكتب ليُقرأ, بعد أن عضّت أذني

سهواً 3

تفتت موتها في يدي جرعة واحدة

خائفة

جلست وبكت موتها خلف أبوابه,
جلست وكتبت نفسها لنفسها...
كان يغمض عينيه ليرى موجها يبتلعها..
.كان يغمض عينيه ليبتلع نفسه.

من كثرة الحب والحقد

لم تسمع نفسها
أرادت أن تموت
لكنها عادت وسكتت...
نفس من دون نفس وكلمات من دون جسد
أموات بلا رائحة وطعم بلاحدائق معلّقة
كانت قد مرّت مراراً فوق سريري
كسرت رقبتي
وشمّت بشغف رائحة العفن في ذروة الأحاسيس..
.وانتظرت انتظرت لترى
هنا أشق صدري لتخرج السنابل الى ريحها
ليتغير شكل المرآة في وجهي
ليموت كلامي في صخب فنجان
في قدح شاي
في موت يتأمل التجاعيد في ما سوف يأتي من وجهي
لم تعلم أنّه هنا صلب المسيح عن يميني
لم تعلم أنّه ما كان لها ينمو تحت أظافري
وأن أوراقي البيضاء تتفرّس في وجهها
لتشق فرجها بصدى يجعل القشعريرة تمرّ في بدن الجبل
لم تعلم أنها هنا حاصرت مدينتي وكسرت كؤوسي جمعاء
ولم تعلم أنني سأبقى وحدي
جالساً مثل منفضة
لأرى غبار حبّها يتأرجح
على فرشاة الأسنان
على قصائد أيلويارد(eluard)
وعلى كلام الأنبياء باعة اليناصيب
لم تعلم أنّه هنا ستتفتت الأحلام كي لا تعود الصور الى الوراء
ستتفتت كوهم
ستتفتت من كثرة الحب والحقد

مطر دافئ كقليل من اللادموع

أمطرت علينا مرّة كاملة
رسمت على شفتينا قليل الكلام
رسمت مهلَ الزيتون, مَهل سقط على مهلٍ
ولوّنت وتلوّنت
وأشرقت وأمطرت
أمطرت علينا لتقول لنا أن لنا عند وجهها مطر
أن لنا عند وجهها شمس
أمطرت لتخرج الفراشات إلى ألوانها,
لنتلوّن وتتلوّن
أمطرت ثم عادت وسكتت وابتسمت
تذكرت بفرح أن الأحلام لا تستأذن السماء لتمطر
بصمت,
سأحبك بصمت لأن لا سماء لديك تتسع لطيفي
سأحبك بصمت المراهقين
بصمت المتعبين
بصمت الذين تكلّموا
سأحبك بصمت لأنك لن تسمعي
لأنهم سيسمعون
سأحبك بصمت لأن لا ألوان سوى الأبيض لأحلامي
لأن أحلامك صامتة
سأحبك بصمت
لأنّك صمت يلفّني
لأنني أسمع صدى صمتك
لأنني أسمع ولا أريد
شكراً للهجر, كان لا بدّ من أن أحيا حياة تشبهني