الأحد، ٣١ آب ٢٠٠٨

كنت لا أراني(2)

الحرارة الأخيرة,
سجني الانفرادي.
الحزن يحاول اغتيالي ,خنقي.
ألتّف عليه
على نفسي
أذوب
أمطر
لا ربيع يتظلل في فيء قنينتي
لا درج يعود إلى السماء
قتلته مرّة واحدة
حين كان نائماً و في يده باقة زنبق
لا أسمع نفسي
على الموت علّقت كلمات سحرية
و اختزلت الأغنية ببسمة,
طرقت شفتيها
داعبتها
حملتها
عدتها
دخلتها...
هطل المطر
هطلت يديها
بقيت هناك قرب القطار المهجور
قرب النوافذ المخلّعة
قرب عريها في عينيها
قرب عشبها الأزرق.
أردت أن أتابع التحليق
حملتها كسرير في تلك الغرفة,
على الطاولة صورة
و جهاز
و أغنية
وقميص
و قصّة
و أسلاك.
النور الذي يحددني
أذهب إليه من جسدي
إلى قبلة من عمر زهرة متفجّرة
إلى حيث لا حاجة لي
سأموت غداً
أو بعد غدٍ
سأوضع في صندوق أبيض
ستهلل لي نساء كثيرات
ستنتحب أمّي
ستهذي
ستعيد كلاماً لا تفهمه
سأموت غداً
أو بعد غد
ستقف على سياج الكنيسة حبيبتي
و سترى الغسق يمتّد في شرايينها
و لن تفهم شيئاً,
سيلاحقني شرودي
و ستمطر على راحة يدي ضوءاً.

عاد المساء,
ذهبت
بكيت
رفعت رأسي إلى السماء
و قررت أن أنام.

ليست هناك تعليقات: