الجمعة، ٢٦ أيلول ٢٠٠٨

على رصيف المقهى الميّت -(محاولة رقم 2)

وصل الشتاء يا قلبي الحزين،

وصل الشتاء،



فلا تخف من تفتح الذاكرة



لا تخف من غيمة تحمل أسباب وجودك،



ولا تكن غيمةً

كن ماءً



كن كلاماً يعيده الشتاء كلّ ما وصل الى رصيف المقهى الميّت،



ولا تخف.



وصل الشتاء يا قلبي الحزين

وصل الشتاء،



أحلامك تطفو كأسماك نافقة على وجه البحر



أصدقاؤك الحالمون أيضاً ماتوا، ابتلعتهم أنوار مدن أخرى



وأنت ما زلت تبصق الرمل على رصيف المقهى الميّت،



فلا تكن رصيفاً،

كن وحلاً

كن كلاماً تعيده خطى المارة المسرعة كلّ ما وصل الشتاء فجأة.


وصل شتاء حزين،

لا تمتلأ غضباً،

أبوابك تشلّعها رياح المخيّلة

الوجه في الزاوية قرب النار

النار تتنفس وتبتلع يدك،

فلا تدع الفراشة تهرب من موتها،

ولا تكن قدراً،

كن ألوانها على أصابعك، وكن كلامها كلّما وصل الشتاء مبكراً.


وصل شتاء،

وصل حاملاً سريرك

وأكفان بيضاء كثيرة،

وصل ليجلس قربك، ليراقب حركاتك اللاارادية، ليرى شهقة البكاء

وصل شتاء يا قلبي الحزين،

وصل ليستلهم منك مطره،

وصل ليبحث عن مفرداته،

فلا تكن غربة،

ولا تكن نقمة،

ولا تكن وجعاً،

كن رسالة يحملها الشتاء الى سكارى رصيف المقهى الميّت،


وصل هذا الشتاء،

أعطه خبزاً وزيتاً

أعطه زبيباً و تيناً مطبوخاً

ولا تبحث عن وجوه أعدائك

ولا تلاحق قصصاً بالية،

ولا تسأل ماذا حصل

بل تفتّح كسكين يغرس في صدرك

وابتسم

لا للألم بل لخروج الماء والدم

ولا تكن وجهك

كن وصول الشتاء بهمس، بخجل، بخفة على رصيف المقهى الميّت.

كن وصول الشتاء.


هناك تعليق واحد:

ella يقول...

وصل شتاء يا قلبي الحزين،

وصل ليستلهم منك مطره،

!!!

edo, do write that book.