الاثنين، ١ أيلول ٢٠٠٨

الأيقونة

الايقونة عند يدي تزهر براعم رمان وتنتقي الريح مني ما تشاء لتجعل مرور السحابة الجريحة ارّق مثل هطول المطر ليلة كانت كل المدينة غافية .
قليل من الزمن الاخير يجتاحني ويولد عند اطرافي اسبابا ً كثيرة للغرق في متاهة حائط الورق البدائي .

لا شيء مثل عتبات المنازل القديمة يحفظ الحكايات التي رحلت الا موت يراقب تفاصيل رعشة جنسية .
ولا فرق بين الالهة ،
ولا جسد يمتلكه النضوج مثل تين ايلول ،
ولا حديث يواكب حديثا ً عند مفترق الصدى .

على جبلي كان طائر كبير يرمي ظله ، ويرسم الفراغ دوائر كثيرة وكان العرب يتخيّلون رموزا ً للارقام .

على جبلي كان مزارعو التبغ يجففون اوراقهم ويكتبون عليها برائحة الصندل روايات كثيرة عن اشكال الغيم .
على جبلي كان المسيح ينظر بحزن من على صليبه الى كل ما رحل منه، وكانت طعنة في الخاصرة تعيد جدولة مواعيد القدر .
وكانت امي طفلة تنتظر بزوغ الفجر على المرجة الخضراء .

الضوء ينفجر في كل قنينة اخيرة ،
وتسكت كل الاطياف في جسدي لتعيد الموسيقى صوب نجمة تمرّدت على نورها لتختصر مسافة الابدية .
ولا اجد قربي سوى طيف يفرط الجوز بعصى مكسورة .
زمن يجترّ اطرافه ويشرب كثيرا ً ولا ينسى وجعه .
تعبق في كل التاريخ رائحة جثث تحنّطها الذاكرة والدم الناشف ما زال على ثوبي وما زالت ابجديتي تحاول صياغة دقائق الصمت .



سأشرب كأس فتاة الهوى التي رسمت على ظهري فراشة وسأطلق سراح الفراشة .

كل ثانية تسقط عن الليل قناعا ً آخر والرماد يتحول ربيعا ً في جفاف شراييني ، غبار لابدية زرقاء وجسد يعشق النور،
ستحملنا الاوهام مرّة اخرى مثل ما حملت البحر صوب القصيدة وسأعيد تلحين حقيقي علّني احيا .

على جبلي كان ظلّ وحيد يفترش احدى زوايا النور الكثيرة .
وكان العرب يرسمون في الغيم اشرعة العودة من اندلس اخير
على جبلي كان المسيح قد رحل كاملا ً .
وكان الفجر يعود في حضن امّي .

ليست هناك تعليقات: